تستهدف هذه الدراسة بالتحليل والمناقشة، معالجة ظاهرة التشرد، وذلك بالوقوف على تجلياتها وأسبابها الذاتية والموضوعية، ومساءلة الإمكانات التي تقدمها لنا الدراسات النفسية والاجتماعية والتربوية، في أفق إعادة إدماج هذه الفئة المهمشة.
وغني عن البيان، أن ظاهرة التشرد برغم تعدد أسبابها ومظاهرها، تكاد تكون عامة، تشترك في ذلك الدول المتقدمة والنامية على السواء كما نجد تجلياتها تَمُسُّ مختلف المجتمعات شرقية كانت أم غربية، والاختلاف يكمن في كثافة حضور هذه الظاهرة وذلك لشروط ذاتية وموضوعية متعددة، ولعل أبرزها ارتباط التشرد بظواهر اجتماعية أخرى مثل الانحراف، وإدمان تعاطي المخدرات، والفقر، والأمية، والنزوح نحو المدن، ونقص فرص الشغل، وتزايد النمو الديموغرافي... إلخ، وهي ظواهر تعاني منها دول العالم الثالث بالخصوص، ومنها دول العالم الإسلامي.
وهكذا نجد أن بعض الدول الإسلامية مثل مصر وبلدان المغرب العربي، ودول القرن الأفريقي، ودول جنوب آسيا، بدأت تعرف حدة انتشار هذه الظاهرة كماً وكيفاً، وذلك لتكاتف جملة من الأسباب، وارتباطها بمجموعة من القضايا الاجتماعية.
إلا أن الملحوظ كذلك، أن انتشار هذه الظاهرة اجتماعياً لم يرافقه اهتمام علمي كا ف في مستوى التحليل والتشخيص، صحيح أنه توجد بعض المحاولات المبذولة من قِبَلِ معاهد البحث (في مصر) أو عن طريق بعض مؤسسات المجتمع المدني (المجتمعات الثقافية والاجتماعية في المغرب..)، ولكنها تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد، فهي محدودة التأثير ولاتنفذ دائماً إلى عمق المشكل، وخاصة حينما يحاول الدارس تجاوز وصف الظاهرة في عموميتها، ليقارب مسألة إعادة إدماج هؤلاء المهمشين عن طريق التعليم والتربية والتكوين.
إنَّ فهم ظاهرة التشرد بالوقوف على أسبابها الاجتماعية والاقتصادية أمرهام، ولكنه يبقى عديم الفائدة إذا لم يرافقه وعي بضرورة البحث عن صيغ تربوية وتعليمية يستفيد من هذا الفهم الأولي، ويستثمره في اقتراح آليات لإعادة إدماج هذه الفئة. اتمنى ان تناااااااااااال اعجااااااابكم؟؟ استنى الردوود